التغريد خارج السرب

 بعد انتهاء أسبوعين من الدراسة كثر الحديث حول ما استحدثته وزارة التربية والتعليم من تقييمات أسبوعية ، وأنشطة صفية وواجبات منزلية ، تطالب بإلغاء هذا النظام الجديد ، الذي هو مرهق للطالب والمعلم ، وأنا أختلف معهم تمام الاختلاف ، فبهذا النظام الجديد القديم ، أُعيد للتعليم قيمته وقدره داخل المدرسة ، فهذا النظام هو ما تربينا عليه منذ الصغر ، فكنا نأخذ واجبات يومية بصفة دائمة ، ويوم الخميس نكتب كل الدروس التي درسناها طوال الأسبوع ، لأن الجمعة إجازة ، أما بالنسبة للتقييمات ، فكان كل أسبوع نأخذ تطبيق .. إما نحوي ، أو تطبيق شامل ، فهذا هو ما تربينا عليه ، وكنا نقوم به منذ زمن ليس ببعيد ، ولكن مع دخول التكنولوجيا ومحاولة التغيير من أجل التغيير ، لا من أجل التطوير ؛ فتم إلغاء الامتحانات الشهرية والتطبيقات الأسبوعية ، فتكاسل الطالب والمعلم طوال الفصل الدراسي ، وأصبح الاهتمام باختبار منتصف العام وآخر العام فقط ، أما الآن فقد أعيدت للمدرسة مكانتها وهيبتها مرة أخرى وأصبح الطالب وولي الأمر والمعلم مشغولون بالعملية التعليمية أكثر من ذي قبل .

أخي المعلم ، عند دخولك الفصل في حصة التقييمات قسم فصل مجموعتين أو ثلاثة بحيث لا يجلس طالب جوار طالب ولهما نفس التقييم ، اكتب النماذج على السبورة ، لا تكثر من الأسئلة ، صحح تقييماتك ، ارصد درجاتك داخل الفصل ، عود طلابك على هذا النظام ، وبمزيد من الحكمة في إدارة الفصل والمهارة في تنظيم الوقت ستجد الحصة كافية بل ربما يتبقى منها وقت ، سواء كانت حصة أو فترة ..

أبنائي الطلاب ، التقييمات والواجبات والأنشطة الصفية هي مقياس لمدى فهمكم لما درستموه ، والوقوف على نقاط ضعفكم لتقويتها ، ونقاط قوتكم لتعزيزها ..

عزيزي ولي الأمر ، الوزارة تولي نجلكم أعظم رعاية وعناية ، وكل هذه التغييرات في صالح أبنائكم ، فكونوا معول بناء لا معول هدم ...

بارك الله في من فكر في هذا النظام الجديد القديم ، ومن قام بملء المدارس بالمعلمين ، فلا تعليم جيد دون معلم لكل فصل ...

وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ..

أ / إبراهيم سليمان 

معلم لغة عربية